إس إس آي (SSI) x حواف الأرض: المملكة العربية السعودية - حدود الغوص التي لم يخبروك عنها أبداً
scuba divingenvironmentmarine conservationred seasaudi arabia
6 views - 1 viewers (visible to dev)

Marla_Tomorug
اكتسب البحر الأحمر سمعة طيبة باعتباره موطنًا لبعض من أفضل الشعاب المرجانية والغوصات في الحطام (Wreck Diving) ومواجهات أسماك القرش في العالم. يتجول الغواصون من كل حدب وصوب لتجربتها، وغالباً ما يتوجهون إلى وجهات الغوص الشهيرة: شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم في مصر. هناك الكثير من الطرق لاستكشاف الجانب المصري من البحر الأحمر، بدءًا من السفن البحرية الحية في مصر إلى غوصات الشاطئ إلى سفن البحث. ولكن ما يتم تجاهله في كثير من الأحيان هو الجانب السعودي - وهو جانب أقل زيارة بكثير، ولكنه يقدم الكثير من الأشياء التي لا تقل أهمية عن الجانب المصري لأولئك الراغبين في القيام بالرحلة. بالنسبة لنا في بعثة "حواف الأرض"، سرعان ما أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من تلك الأماكن التي يجب زيارتها، ليس فقط من أجل الغوصات، ولكن أيضًا بسبب تطور علوم المحيطات في المنطقة وجهود الحفاظ على البيئة البحرية واستعادة الحياة البحرية التي تحدث هنا.
أين تقع المملكة العربية السعودية؟
من المهم أن نفهم أين تقع المملكة العربية السعودية على الخريطة ولماذا أصبحت نقطة ساخنة للمحافظة على البيئة خلال العقد الماضي. تقع المملكة العربية السعودية في قلب الشرق الأوسط، وهي أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية. ويحدها من الشمال الأردن والعراق والكويت، ومن الشرق البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، ومن الجنوب عُمان واليمن.
يمتد ساحلها الغربي الممتد على البحر الأحمر لمسافة مذهلة تبلغ 2,000 كيلومتر (1,243 ميل)، مما يجعلها قبلة الغوص غير المستغلة لعشاق الغوص في العالم. وذلك لأن حدود السعودية كانت مغلقة إلى حد كبير أمام السياح فقط حتى عام 2019. وكان دخولها مقتصراً على الحجاج الدينيين والمسافرين من رجال الأعمال فقط - وهو ما يقدم سبباً وجيهاً لكون مصر هي الوجهة الأولى للغوص في المنطقة منذ فترة طويلة.
منذ أن أنشأ الملك عبد العزيز آل سعود المملكة العربية السعودية الحديثة في عام 1932، شهدت البلاد تغيرًا جذريًا، وفقًا لسفارة المملكة العربية السعودية. فبعد أن كانت مجتمعاً قائماً إلى حد كبير داخل صحرائها الشاسعة، تطورت بسرعة لتصبح دولة حديثة ومتطورة ومركزاً للتقدم الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي - وأصبحت بحارها الآن مجالاً للتركيز بالنسبة للبلد بشكل عام. والآن، في أيامها الوليدة في مجال السياحة، تضع المملكة العربية السعودية هدفاً طموحاً يتمثل في جذب 150 مليون زائر إلى البلاد بحلول عام 2030 - والبحرالأحمر هو محور هذه الرؤية.
لماذا تعتبر هذه المنطقة نقطة ساخنة للحفاظ على البيئة البحرية؟
يعود السبب في ذلك إلى حقيقة أن البحر الأحمر يسهل الوصول إليه بشكل كبير، حيث يوجد به نظام شعاب مرجانية ضحلة عمرها 5,000 عام في العديد من المناطق. ومع ذلك، ووفقًا لمختبر Marine Ecology في KAUST، "يعد البحر الأحمر أحد أكثر المناطق التي لم يتم دراستها في العالم من حيث التنوع البيولوجي البحري، حيث يشير المستوى العالي من التوطن إلى أن هناك أقسام تطورية إضافية قد تنتظر الاكتشاف".
على مر السنين، كشفت الدراسات الاستقصائية للشعاب المرجانية عن رؤى قيمة حول تنوع الشعاب المرجانية ومرونتها، إلى جانب الأنواع التي تعتمد على هذه الشعاب المرجانية للبقاء على قيد الحياة.
هناك الكثير مما يستحق الحماية في هذه المنطقة التي لم يتم استكشافها بشكل كافٍ لدرجة أن خبراء المحيطات العالميين يجتمعون هنا.
ومن الأمثلة على ذلك منظمة شمس، التي أنشأتها الحكومة لجعل البحر الأحمر رمزاً للحفاظ على البيئة البحرية والتنمية المستدامة من خلال عملها في قطاع السياحة ومصائد الأسماك. تتماشى مهمتهم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مع التركيز على جعل المملكة رائدة عالمياً في ممارسات الاستدامة.
تتبع SHAMS نهجاً شاملاً لإدارة الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية، باستخدام البحوث لتوجيه جهود الحفاظ على البيئة. ويهدفون من خلال إشراك أصحاب المصلحة المحليين إلى دفع الإجراءات الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات البيئية المشتركة. ويشمل عملهم توسيع المعرفة العلمية حول الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية، وإجراء تقييمات أساسية للشعاب المرجانية ورسم خرائط الموائل وترميم الشعاب المرجانية حول مياه مدينة جدة.
كما أنها تحدد التأثيرات البشرية وتنفذ محاسبة رأس المال الطبيعي، وهو إطار عمل يقيّم القيمة الحقيقية للنظم الإيكولوجية - ليس فقط لمواردها ولكن للخدمات الأساسية التي تقدمها لنا جميعًا.
منذ عام 2021، تقود جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) جهدًا كبيرًا يسمى "مبادرة استعادة المرجان" في جزيرة الشوشة، الواقعة قبالة الساحل الشمالي للمملكة العربية السعودية بالقرب من مشروع مدينة نيوم المستدامة. وتركز المبادرة على مشروع تجريبي لاستعادة الشعاب المرجانية على مساحة 100 هكتار مصمم لإلهام الابتكار العالمي في توسيع نطاق الشعاب المرجانية.
يشتمل هذا البرنامج على "مناهج عالمية المستوى في مجال التكاثر والغرس والرصد، وخبرات دولية لتسريع إيجاد حلول للنظم البيئية للشعاب المرجانية في وقت يشهد تغيرًا بيئيًا غير مسبوق"، كما ذكرت الجامعة.
اختيرت جزيرة الششة لشعابها المرجانية الضحلة، والتي تعد من بين أكثر الشعاب الواعدة على الجانب السعودي من البحر الأحمر، حيث تظهر بعض المناطق غطاءً مرجانياً شبه كامل، بينما تحتاج مناطق أخرى إلى ترميم عاجل. وهذا فقط بعض مما يحدث في المملكة العربية السعودية، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول تقدماً في الشرق الأوسط.
بالنسبة لأولئك الذين يمارسون الغوص في السعودية لأول مرة، فإن جدة هي نقطة الانطلاق المثالية وتعتبر على نطاق واسع "عاصمة الغوص" في البلاد.
خلال الأيام التي قضيناها في البحر، استكشفنا بعضاً من أكثر المواقع المرغوبة في السعودية وسرعان ما فهمنا سبب تميزها - وأيضاً سبب وجود مثل هذا الالتزام القوي بالحفاظ عليها. خلال مغامرتنا في المناطق الساخنة مثل عرق غراب وقطان الشعيبة والطافية الشرقية والشمالية وكريزي إيت عبر اللنش البحري شاهدنا عن كثب الغطاء المرجاني الرائع والحياة البحرية النابضة بالحياة التي تعج بها كل شعاب مرجانية. جعلت المياه الهادئة والمسطحة والدافئة الغوص هنا مثاليًا. وبالمقارنة مع بعض الظروف الأكثر قسوة التي واجهناها أنا وفريقي، فإن وصف الأمر ببساطة بالهدوء أو الاسترخاء سيكون بمثابة تقليل كبير من شأن هذه التجربة.
ولكن سواء كنت غواصًا سكوبا (Scuba Diver ) مبتدئًا أو محترفًا متمرسًا، فإن هذه الظروف توفر شيئًا للجميع.
الظروف الهادئة تجعلها مثالية لأولئك المبتدئين في الغوص، في حين أن لوحة الألوان المتنوعة بجنون تجعلها وليمة للعيون للغواصات ذوي الخبرة.
كان يقود غطساتنا مركز الحداد للغوص، وهو أحد أكبر مشغلي الغوص في جدة، والذي يدير رحلات على متن السفن الحية مرتين في الأسبوع على مدار العام. تعد جدة أيضًا موطنًا لمراكز غوص بارزة أخرى تابعة لإس إس آي (SSI)، مثل مجموعة خبراء المستقبل ونادي الغوص ديسينت. تشتهر هذه المراكز بدعمها لأعمال الحفاظ على البيئة في المنطقة ومشاركتها المجتمعية.
فعلى سبيل المثال، أنشأت مجموعة خبراء المستقبل "نادي لنفكر" في عام 2003، ويستهدف الفتيات والنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و22 عاماً. يناقش النادي مواضيع مهمة حول ممارسات الحفاظ على البيئة التي قد لا يتمكنّ من العثور على معلومات عنها بطريقة أخرى - ومن الأمثلة على ذلك إعادة التدوير وإدارة النفايات.
لكنهم لا يتحدثون فقط عن ذلك؛ بل يقومون بذلك فعلياً - جمع هذه المواد وفرزها لتوصيلها في النهاية إلى مصانع المعالجة. ويمتد عملهم ليشمل تنظيف الشواطئ، وإنشاء عيادات صحية متنقلة على الشواطئ المزدحمة، وإنشاء منتجات قابلة للتسويق من المواد القابلة لإعادة التدوير، وزراعة المرجان، وزيادة الوعي حول الحفاظ على البيئة البحرية.
لكن ما لفت انتباهنا أكثر هو الأشخاص المشاركون في كل هذا العمل. فقد كانت الفرق السعودية في جميع المنظمات التي قابلناها على طول الطريق متحمسة لمشاركة عالمهم مع الآخرين، وكانوا متحمسين لإظهار ماذا كانوا شخصياً جزءاً منه لإعداد المملكة العربية السعودية للمستقبل.
مع تسارع وتيرة السياحة العالمية، تعمل هذه الفرق على الحفاظ على موطنهم - ومحيطهم - ليس فقط مستقرًا بل مزدهرًا أيضًا. مثل أي مكان آخر حول العالم، تركت التأثيرات البشرية بصماتها على هذه الشريحة من المحيط. لكن الجهود الدؤوبة التي يبذلها هؤلاء الأشخاص الذين يعملون بلا كلل من أجل النهوض بالترميم والمحافظة على البيئة تجعل مستقبل البحر الأحمر السعودي أكثر إشراقاً مما كنا نحلم به عندما فكرنا في هذا البلد في رحلتنا الاستكشافية.
لذا، إذا كنت تخطط لرحلتك القادمة للغوص، فكر في المملكة العربية السعودية. ولكن تذكر، كدولة لم تفتح أبوابها للسياحة العالمية إلا مؤخرًا، هناك قواعد ولوائح واعتبارات مهمة يجب اتباعها. اختر مشغلي الغوص بحكمة، وكن على دراية بالتأثير الذي تقوم به، وقم بالبحث عن أفضل الأوقات والطرق للزيارة - قد تكون هذه المعلومات أكثر أهمية هنا من وجهات الغوص الأخرى .
تتمتع المملكة العربية السعودية بتاريخ ثري ومعقد، حيث يفخر السكان المحليون والوافدون الذين يفخرون بأن البحر الأحمر نقطة مضيئة في المسؤولية البيئية. كزائرين، يجب أن نحترم ما كانت عليه البلاد، وأين هي اليوم، وإلى أين تحاول أن تصل. وقبل كل شيء، يجب علينا أن ندرك كم نحن محظوظون لتجربة هذه المنطقة في أيامها الأولى التي كانت متاحة للاستكشاف على نطاق أوسع.
كن أول من يستكشف مواقع الغوص ذات المستوى العالمي في المملكة العربية السعودية - ابدأ التخطيط لرحلتك اليوم!
-
أندي كروس هي سفيرة إس إس آي (SSI) وقائدة بعثة "حواف الأرض" التي تسلط الضوء على قصص التقدم الإيجابي في المحيطات وكيفية استكشاف العالم بوعي أكبر. لمواكبة الحملة، تابع الفريق على Instagram وLinkedIn وTikTokوYouTubeوموقعهم الإلكتروني.